في ظل التغيرات المستمرة في أسعار المواد الغذائية، يبرز تساؤل مهم حول أسباب عدم شعور المستهلك بتراجع أسعار البيض والدواجن، على الرغم من الانخفاض الملحوظ في الأسعار داخل المزارع، حيث أوضح عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن السبب الرئيسي يعود إلى الحلقات الوسيطة بين المنتج والمستهلك، سواء في أسواق الجملة أو التجزئة، حيث تضيف هذه الحلقات زيادات غير مبررة على السعر النهائي.

تأثير الحلقات الوسيطة على الأسعار

أكد السيد أن المنتج يباع في المزارع بأسعار أقل من تكلفة الإنتاج، ورغم ذلك لا يشعر المستهلك بهذا الانخفاض، ما يستدعي ضرورة تحديد هامش ربح عادل لكل مرحلة من مراحل التداول، بدءًا من تاجر الجملة وصولاً إلى تاجر التجزئة، بالإضافة إلى تكاليف النقل والهالك، بحيث لا تتجاوز الزيادات ما بين 10 إلى 12 جنيهاً على الكرتونة في أقصى الظروف.

محاسبة التجار المخالفين

وأضاف السيد أنه ينبغي محاسبة أي تاجر يتجاوز هذه النسبة قانونياً، مشيراً إلى أن الجهات الرقابية هي المسؤولة عن فرض الانضباط في هذا المجال، وليس المنتجون، حيث أن ترك الأمور لمنطق آليات السوق الحر دون رقابة فعالة يؤدي إلى فوضى في التسعير.

ضرورة إنشاء منظومة منضبطة

وأوضح رئيس الشعبة أن الدولة تمتلك القدرة على إنشاء منظومة منضبطة تعتمد على احتساب التكلفة الحقيقية لكل مرحلة من مراحل التداول، وتحديد حدود ربح واضحة لكل طرف، مشدداً على أن الشعبة تقدمت بهذه الرؤية أكثر من مرة، لكنها تحتاج إلى خطوات تنفيذية واستجابة من الجهات المختصة.

في ختام حديثه، دعا السيد إلى أهمية التنسيق بين الجهات المعنية لضمان تحقيق توازن في الأسعار، مما يساهم في تحسين الوضع الاقتصادي للمستهلكين، ويعزز الثقة في السوق، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، حيث أن توفير أسعار عادلة للبيض والدواجن يعد خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار في السوق المحلية، مما يعود بالفائدة على الجميع، من المنتجين إلى المستهلكين.