في خطوة هامة لدعم قطاع الدواجن في مصر، أعلن عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية بالقاهرة، عن فتح باب تصدير البيض والدواجن خلال الفترة المقبلة، وذلك في ظل تراجع الأسعار في السوق المحلية إلى مستويات أقل من تكلفة الإنتاج، مما يؤثر سلبًا على المنتجين ويهدد استقرار السوق.

وأوضح السيد في تصريحاته لنبأ مصر أن السوق المحلية تتأثر بشكل مباشر بعوامل العرض والطلب، حيث يؤدي انخفاض الأسعار إلى تقليص هامش الربح، مما يجبر بعض المنتجين على الخروج من السوق، وهو ما يمثل خطرًا على استمرارية الإنتاج على المدى الطويل، مشيرًا إلى أن الطلب المحلي على الدواجن والبيض قد انخفض بشكل ملحوظ، مما أدى إلى تراجع الأسعار في المزارع إلى حوالي 55 جنيها للكيلو، وهو سعر لا يعكس تكلفة الإنتاج الحقيقية التي تتراوح بين 62 و65 جنيها، مؤكدًا على ضرورة أن يكون السعر العادل للدواجن بين 68 و70 جنيها لضمان استمرارية دورة الإنتاج.

كما أشار إلى أن التكلفة الفعلية لطبق البيض تتراوح بين 108 و118 جنيها، وعليه فإن وصوله للمستهلك بسعر يتراوح بين 120 و125 جنيها يعد منطقيًا طالما كانت مدخلات الإنتاج مستقرة، مضيفًا أن تصدير الفائض من الإنتاج سيساهم في تحقيق نقطة توازن سعرية بين تكلفة الإنتاج وسعر البيع، خاصة في ظل إنتاج محلي يتجاوز حجم الاستهلاك، حيث تنتج مصر أكثر من 16 مليار بيضة سنويًا بالإضافة إلى إنتاج نحو 1.6 مليار طائر، مما يشير إلى وجود وفرة حقيقية تستدعي توجيه جزء منها إلى التصدير.

وأشار السيد إلى أن تصدير الفائض يساعد المنتجين على تعويض خسائر البيع بأسعار أقل من التكلفة داخل السوق المحلية، كما يوفر عائدًا بالدولار يمكن استخدامه في شراء مدخلات الإنتاج الأساسية مثل الذرة والصويا والزيوت، مما يخفف الأعباء على المربين ويضمن استمرارية الإنتاج دون تعثر، مؤكدًا على ضرورة أن يتم التصدير فقط في فترات الوفرة، وفي حال حدوث أي نقص أو شح في السوق المحلية، يجب وقف الموافقات التصديرية فورًا، وهو ما تطبقه الدولة بالفعل من خلال ضوابط واضحة.

هل يتأثر قطاع الدواجن بالاستيراد؟

في سياق متصل، نفى رئيس الشعبة وجود أي تأثير فعلي لكميات الدواجن المجمدة المستوردة على السوق المحلية، موضحًا أن ما يتم استيراده يعد كميات بسيطة للغاية، حيث لا تغطي إجمالي واردات الدواجن في السنة أكثر من عشرة أيام من الاستهلاك، مما يؤكد قدرة القطاع المحلي على تلبية احتياجات السوق دون الاعتماد على الاستيراد، وأشار إلى أن الحديث عن تأثير كبير للاستيراد على المنتج المحلي غير دقيق ولا يستند إلى بيانات حقيقية.

في النهاية، يمثل فتح باب تصدير الدواجن والبيض خطوة استراتيجية نحو تعزيز استقرار السوق المحلية، كما يسهم في توفير فرص جديدة للمنتجين، ويعزز من قدرة القطاع على مواجهة التحديات الاقتصادية، مما يضمن استمرارية الإنتاج ويعزز من الأمن الغذائي في البلاد.