كتب: أحمد الخطيب


04:57 م


25/11/2025

يتوقع خبراء الاقتصاد ومتعاملون في سوق الذهب أن يستمر المعدن الأصفر في الارتفاع خلال الفترة المقبلة، وذلك في ظل حالة عدم اليقين التي تسود الأسواق العالمية وتزايد التوقعات حول خفض الفائدة في الاجتماع المرتقب للفيدرالي الأمريكي، حيث يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات الأزمات.

ويشير الخبراء إلى أن الضغوط الجيوسياسية المستمرة، بالإضافة إلى زيادة مشتريات المؤسسات العالمية من الذهب، تعزز الطلب عليه، بينما يبقى قرار الشراء أو البيع متوقفًا على ظروف كل مستثمر على حدة.

وقد شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا مع بداية الأسبوع الحالي، حيث سجلت زيادة بنسبة 0.10% لتصل إلى نحو 4140 دولارًا للأونصة، والتي تعادل حوالي 31.1 جرام من عيار 24، مقارنة بـ 4065 دولارًا في نهاية الأسبوع الماضي.

وعلى الصعيد المحلي، ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 بنحو 115 جنيها مقارنة بمنتصف تعاملات الأحد الماضي، مما يعكس التوجهات العالمية في سوق الذهب.

تترقب الأسواق العالمية هذا الأسبوع اجتماع لجنة السياسة النقدية بالفيدرالي الأمريكي يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث من المتوقع أن يتم اتخاذ قرارات حاسمة بشأن أسعار الفائدة، وسط توقعات متباينة بين خفض جديد أو تثبيت الأسعار لموازنة التضخم والنمو الاقتصادي.

هل يدعم الفيدرالي صعود الذهب أم يحد من مكاسبه

أوضح الدكتور أحمد معطي، الخبير الاقتصادي، أن هناك احتمالية كبيرة لاستمرار صعود الذهب وفقًا للمؤشرات الحالية، حيث تستمر مشتريات البنوك المركزية وصناديق الاستثمار، كما أن التوترات الجيوسياسية في عدة مناطق تدعم هذا الاتجاه الصاعد للمعدن.

وأضاف أن المخاطر العالمية لا تزال مرتفعة، سواء بسبب التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا أو استمرار النزاع بين روسيا وأوكرانيا، مما يدفع المستثمرين إلى التحوط بالذهب كوسيلة لحماية أموالهم.

وأشار معطي إلى تغيرات واضحة في توقعات الأسواق بعد صدور بيانات التوظيف الأمريكية الأخيرة، حيث ارتفعت احتمالات خفض الفائدة إلى أكثر من 70%، مما أعطى الذهب دفعة إضافية نحو الارتفاع.

هل يمكن للذهب تجاوز أعلى مستوياته القياسية

قال هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب، إن الأسعار كانت مرشحة للارتفاع منذ فترة ولا تزال الفرص قائمة، مشيرًا إلى أن السوق قد يشهد زيادات إضافية مع اقتراب اجتماع الفيدرالي.

وأوضح أن احتمالات خفض الفائدة قد تمنح الذهب دفعة جديدة، حيث لا يوجد سقف محدد لارتفاعاته، وقد يتجاوز مستوياته القياسية التي تخطت 4300 دولار للأوقية، مشيرًا إلى أن الارتفاعات الأخيرة جاءت مدفوعة بتصريحات رئيس الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، التي دعمت توقعات تغيير مسار السياسة النقدية.

هل الوقت مناسب لشراء الذهب أم بيعه

أوضح نادي نجيب، السكرتير العام السابق لشعبة الذهب، أن قرار شراء الذهب أو بيعه يعتمد على موقف كل مستثمر وحجم السيولة المتاحة، حيث يمكن لمن يمتلك سيولة الشراء في ظل توقعات استمرار الارتفاع، بينما يمكن لمن يبحث عن أرباح قصيرة الأجل البيع ثم الانتظار لفرص الشراء عند أي تراجع محتمل.

وأضاف أن الاتجاه الصعودي مرشح للاستمرار حتى اجتماع الفيدرالي، حيث تظل الضغوط العالمية محفزة للطلب على الذهب، مما يشجع المستثمرين على اللجوء إلى المعدن النفيس كوسيلة لحماية أموالهم.

في النهاية، يبقى الذهب خيارًا استثماريًا جذابًا في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، حيث يتوقع الخبراء استمرار الارتفاعات في الأسعار، مما يجعل الوقت مناسبًا للمستثمرين الذين يسعون للحفاظ على قيمة أموالهم في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.