غلق تطبيق تيك توك في مصر.. بين ضرورة التغيير ومخاوف المواطنين

غلق تطبيق تيك توك في مصر.. بين ضرورة التغيير ومخاوف المواطنين

في عصر تتسارع فيه وتيرة التطورات التكنولوجية، يواجه المجتمع المصري تحديات جديدة تتعلق بالمنصات الرقمية وتأثيرها على القيم والأخلاق، قد أثار المواطن “ماجد مسلم” سؤالًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول موقف المواطنين من غلق تطبيق في مصر، مما أطلق نقاشًا حادًا بين مؤيدين يرون في الإغلاق خطوة ضرورية لحماية المجتمع، ومعارضين يعتبرونه إجراءً غير مجدي.

في هذا التقرير، نستعرض آراء المواطنين ونلقي الضوء على الأبعاد الاجتماعية والثقافية المرتبطة بهذا القرار، محاولين فهم تأثيره على المجتمع المصري.

آراء المواطنين حول غلق التيك توك

قالت ولاء شمس إحدى المواطنات: “احنا محتاجين ثورة أخلاق، لأن في حالة غلق برنامج التيك توك ستتواجد ذات الظاهرة ولن تنتهي”، تعكس كلماتها الشعور العام لدى بعض المواطنين بأن غلق التطبيق قد يكون وسيلة للحد من المحتوى غير المناسب لكن هل فعلاً يمكن أن يكون هذا هو الحل؟.

في المقابل، يعبر محمود محمد عن رأي مختلف ويتسائل عن والفيسبوك والانستا والسينما والتلفزيون، لأن القفل ليس هو الحل، وإنما التربية الجيدة والقرب من الله هو السلاح القوي، حيث يبرز محمود أهمية التربية والوعي كبدائل للقرارات المفاجئة، مشيراً إلى أن الحلول الجذرية تحتاج إلى استراتيجيات أكثر شمولية.

غلق برنامج توك ليس الحل

وعبرت أسما مصطفى عن امنيتها في غلق البرنامج ولكن ليس ذلك هو الحل، لأنه من المفترض أن يكون في رقابة على أكثر مما يمكن، كما تظهر أسما رغبتها في وجود نظام رقابة فعال، بدلاً من اتخاذ إجراءات قاسية قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة.

وقالت أروى عابدين، لابد أن نأخذ خطوة عملية والنظر الى فوائده، فهو في كثير من الأوقات يساعدني في أفكار خاصة بعملى، لذلك تشير أروى إلى الفوائد التي يقدمها التطبيق، مثل الإلهام والإبداع، مما يجعل غلقه خياراً غير جذاب للكثيرين.

وأضاف سيد عبد الله، أنه ضد غلق اي وسيلة تواصل أو إعلام، لأن سيظهر وسائل كثيرة بدلا منه، لذلك يؤكد أن الحل يكمن في التعليم وزيادة الوعي الثقافي والديني، وليس في إغلاق المنصات.

التربية السليمة هي الحل

وأخيراً، يختتم حسان الصاوي برأيه، أن غلقه أو تركه لا يقدم أو يؤخر شيئا، لأن المواطنين هم الذين يحتاجون الرجوع الى الله، فتعكس وجهة نظر حسان الحاجة إلى إعادة التوجيه الأخلاقي بدلاً من اتخاذ خطوات قاسية قد لا تعالج الجذور الحقيقية للمشكلة.

وفي الختام، تتباين آراء المواطنين حول غلق تيك توك، مما يعكس انقساماً في المجتمع تجاه كيفية التعامل مع التحديات الرقمية، بينما يرى البعض أن إغلاق التطبيق قد يمثل خطوة نحو ضبط السلوكيات، يعتبر آخرون أن الحلول الحقيقية تكمن في التعليم والتوعية، وفي نهاية المطاف، تبقى الحاجة إلى حوار مفتوح بين جميع الأطراف لبلورة رؤية شاملة تسهم في بناء مجتمع أكثر وعياً.

يجب أن ندرك أن النقاش حول غلق التطبيقات ليس مجرد مسألة تقنية بل يتطلب فهمًا عميقًا للأبعاد الاجتماعية والنفسية. من المهم أن نبحث عن حلول مستدامة تعزز من القيم الإيجابية في المجتمع.

الوعي والتربية يلعبان دورًا أساسيًا في تشكيل سلوك الأفراد، لذا يجب أن نعمل على تعزيز هذه القيم بدلاً من الاعتماد على إجراءات قد تكون غير فعالة على المدى الطويل.